الأحد، 23 يناير 2011

فوضى الحنين




شيء ما أستعذبه حين تلسعني الذاكرة في ساعة متأخرة من الحنين..
أتفرس ملامح الماضي بتمعن..
كم أبدو سعيدة آنذاك..
ما الذي أصابني؟؟
ربما كان الليل هو الوقت الذي تضع فيه الفتيات ماسكاتهن التجميلية..
ولكنه الوقت الذي تنزع فيه البشرية أقنعتها الزائفة..
لستُ سعيدة..
و حين يهبط الليل..
تتزاحم الابتسامات المصطنعة للرحيل..
ولا أكترث..
فلا أحد يستطيع أن يرى الحقيقة في الظلام..
يسوقني الشوق إلى حيث لا أجرؤ أن أعترف..
و يصيبني الخدر و حمى الوله..
رغم ذلك.. تعجز قدماي أن تحملاني هناك..
أخجل من أعود لمكان احتواني، فهجرته..


/
/
/


أحياناً..
تطرح أهم الأسئلة نفسها في الرابعة فجراً..
و حينها لا تعلم.. هل تخبئها تحت وسادتك، أم تدعها تومض في الظلام؟
أحياناً..
تحتاج تلك الأسئلة إلى سُكرة من العذاب الذي يشعل في أفئدتنا جمراً ملتهباً..
و وقتها لا ندري.. هل نخمده، أم نحرق به أرواحنا؟
أحياناً..
لا نجد إجابات للحيرة التي تبقينا يقظين.
فننتفخ غضباً.. و لكننا لا نفطن، إلى أن بين المسافات الصغيرة التي
تفصل بين السؤال و الجواب.. تكمن إنسانيتنا..


/
/
/



لا أستيقظ في الصباح.. أستيقظ في الظهر المبكر..
أتساءل إن كان ذلك يجعلني أفوت شيئا مهما..
مالذي يحدث في الصباح، إلى جانب شروق الشمس و قطيع السيارات المندفع إلى العمل؟
تحدث القصص المثيرة في الليل.. و تولد الأسرار في الوقت المتأخر منه..
فما الذي يحدث في الصباح ؟
مالذي يخبئه ذلك الوقت من اليوم؟
أراهن أنه وقت ماكر.. يحاول أن يوقع الليل في شباك التهمة..
أراهن أنه يحتجز مزاجاتنا رهائن.. و يخبئها خلف سطوع ضوئه..
يا له من خبيث، ذلك الصباح..
أليس هو الوقت الذي يجبرنا على أن نمضيه، و أن نستيقظ خلاله؟
مسكين ذلك الليل، مظلوم..
يقذفه الناس زورا و باطلا..
يتهمون ظلامه باحتواء اللعب و العبث، و بائعات الهوى و الهاربين من العدالة..
و لكنهم لا يعلمون..
أن الخمر الذي يباع في الليل، يصنع في الصباح !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق